قلنا: إن المشركين قد أقروا بتوحيد الربويية والأسماء والصفات، ولم ينكروا ذلك لأنهم يعلمون أن الله جل وعلا خالق العباد ورازقهم، ومدبر أمورهم، منزل المطر، المحيي المميت، الرزاق للعباد وغير ذلك، كما تقدم بيانه.
فالواجب عليك: يا عبد الله - إذا عرفت ما تقدم - أن تبذل وسعك في بيان هذا الأصل الأصيل، ونشره بين الناس، وإيضاحه للخلق، حتى يعلمه من جهله، وحتى يعبد الله وحده، من أشرك به وخالف أمره، وحتى تكون بذلك قد اتبعت الرسل، وسرت على منهاجهم في الدعوة إلى الله، أداءً للأمانة التي حملتها فيكون لك مثل أجور من هداه الله على يديك إلى يوم القيامة، كما قال الله جل وعلا:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[فصلت: ٣٣](١) .