العلاج البدائي أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام، يقول:«إن كان الشفاء في شيء ففي ثلاث وذكر منها الكي»(١) هل أتبع أولئك وأقول هذا ليس من فنه؟ أم أن التجربة أيضًا أثبتت أن هذا يعالج به، فأتخير الشخص الذي يكوي. *
(١) تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع: * الأول: فعله صلى الله عليه وسلم بيده أو أمره به، أخرج مسلم (٢٢٠٨) وغيره عن جابر قال: " جرح سعد بن معاذ في أكحله قال: فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بمشقص ثم ورمت فحسمه الثانية ". قال ابن القيم في (زاد المعاد) : أو الحسم: هو الكي ". وأخرج الترمذي (٢٠٥٠) عن أنس: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة من الشوكة "، قال الترمذي: " حسن غريب "، وصححه الشيخ الألباني (المشكاة) (٤٥٣٤) ، وأخرج مسلم (٢٢٠٧) وغيره عن جابر قال: " بعث رسول الله " إلى أبَي ابن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه عليه ". * الثاني: عدم محبته له: أخرج البخاري (٧٥٠٢) ومسلم (٢٢٠٥) (٧١) عن جابر عن النبي قال: إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي شرطة محجم، أو لدغة بنار، وما أحب أن أكتوي) . الثالث: الثناء على من تركه، أخرج البخاري (٥٧٥٢) ومسلم (٢٢٠) من حديث ابن عباس في السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب قال: هم الذين لا يتطيرون ولا يكتوون ولا يسترقون "، وأخرجه مسلم (٢١٨) من حديث عمران قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاَ بغير حساب " قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: " هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون " * الرابع: النهي عنه، أخرج البخاري (٥٦٨٠) وغيره عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار، وأنهى أمتي عن الكي ". قال الإمام ابن القيم في (زاد المعاد) بعد ذكر هذه الأنواع: " ولا تعارض بينها بحمد الله تعالى فإن فعله بدل على جوازه وعدم محبته لا تدل على المنع منه، وأما الثناء على تاركه فيدل على أن تركه أولى وأفضل، وأما النهي عنه فعلى سبيل الاختيار والكراهة أو عن النوع الذي لا يحتاج إليه بل يفعل خوفا من حدوث الداء. . والله أعلم ". . أهـ.