للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: (ثم (١) دع صحتها من عدمها وأنها منام (٢) ولكن الشأن في رضى نقلتها وهم حملة الشريعة المطهرة) .

ثم كرر هذيانه (٣) المتقدم في ذم وطن الشيخ، وأنَّ النبي لم يَدْعُ له، وأن الشيخ لم يظهر الدين؛ بل كفَّر العلماء الأمناء والأمة التي أخبر الله تعالى أنها خير أمة أخرجت للناس، وأعاد ما تقدم بعبارة واهية وتركيب ساقط، كأنه وقع على دليل يجب المصير إليه في تجويز دعاء الأموات وتخطئة من منعه.

ولا يخفى أنه حرَّف البيت الثاني تحريفًا بشعًا، جعل الرسول صلى الله عليه وسلم فداء للقبر؛ بأبي هو وأمي، ولم يشعر (٤) بما في كلامه من التحريف، ورسم هذا التحريف (٥) بقلمه، وكتبه بيده، وصوابه: " نفسي الفداء".

والجواب أن يقال: هذه القصة ذكرها طائفة من متأخري الفقهاء، ولم يذكرها غيرهم ممن يعتدُّ به، ويقتدى به، كالأئمة المتبوعين وأكابر أصحابهم، وأهل الوجوه في مذاهبهم، كأشهب وابن القاسم، وسحنون وابن وهب؛ وعبد الملك وابنه، والقاضي إسماعيل من المالكية؟ ولا من الشافعية كالمزني والبويطي، وابن عبد الحكم، ومن بعدهم كابن خزيمة، وابن سريج وأمثالهم، ونظرائهم من أهل الوجوه؛


(١) في (ق) : "ثم قال".
(٢) في (ق) : "صنام".
(٣) في (ق) : "ذكر الهذيان".
(٤) في (ق) : "ما".
(٥) "ورسم هذا التحريف" ساقطة من (ق) .

<<  <  ج: ص:  >  >>