للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:

وأقره الشيخ العدوي المالكي في حاشيته على مختصر خليل، والشيخ محمد عليش المالكي رحمهما الله في (فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك) . وقال العلامة ابن الحاج المالكي، رحمه الله تعالى، في (المدخل) عن المولد إذا خلا من جميع المنكرات: فإن خلا من كل ما تقدم، فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ إن ذلك زيادة في الدين، وليس من عمل السلف الماضين. . . ولم يُنقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم. وقال الحافظ ابن حجر الشافعي رحمه الله تعالى: أصل عمل المولد بدعة، لم تنقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة. وقال الحافظ السخاوي الشافعي، رحمه الله تعالى: عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد. وقال الشيخ نصير الدين المبارك، الشهير بابن الطباح، رحمه الله تعالى: ليس هذا من السنن. وقال الشيخ ظهير الدين جعفر التزمنتي، رحمه الله تعالى: هذا الفعل لم يقع في الصدر الأول من السلف الصالح مع تعظيمهم وحبهم له - صلى الله عليه وسلم - إعظامًا ومحبةً لا يبلغ جمعنا الواحد منهم، ولا ذرة منه. وقال إمام دار الهجرة، مالك بن أنس رحمه الله تعالى: من أحدث في هذه الأمة شيئًا لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة، لأن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: ٣] .

فما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا.

عن عِرْبَاضِ بنِ سارية رضي الله عنه قال: «صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت لها الأعين، ووجلت منها القلوب، قلنا: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع فأوصنا! قال: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن كان عبدًا حبشيًّا، فإنه من يعيش منكم يرى بعدي اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وإن كل بدعة ضلالة) » .

والله الموفق وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <