الهجرة في حقهم والحالة هذه لما يترتب على ذلك من حضور الجمع والأعياد وغير ذلك من غير إكراه على ذلك. فافهموا حكم الهجرة ومن تجب عليه، وقولوا بعلم ودعوا الجهل والهوى واستحسانات العقول، وإن أردتم الدليل على ما قلناه فانظروا إلى سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وخلفائه وأصحابه وحالهم مع أعرابهم الموجودين في عصر النبوة وما بعده، فإنهم لم يلزموهم بسكنى القرى، فإن كان عند أحد دليل عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فليوجدناه ونقبله على الرأس والعين.
وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في حديث بريدة الطويل الذي رواه مسلم في صحيحه في أعراب المسلمين فإنه قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إذا أمر أميراً على سرية أو جيش إلى قوله «ثم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى