«المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»(١) وقال الله تعالى {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}[آل عمران: ١٠٣]- إلى قوله - {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[آل عمران: ١٠٣] وقال {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}[الأنفال: ٤٦] الآية، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم» الحديث.
وقد تقدم أن هجر أهل المعاصي يشرع إذا كانت المصلحة بذلك راجحة على مفسدته، فإذا لم تكن فيه مصلحة راجحة لم يشرع لما يترتب على ذلك من المفاسد كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - والهجر إنما شرع تأديباً وتعزيراً بترك السلام عليه وعدم تكليمه حتى ينزجر عن معصيته وأما
(١) رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي موسى - رضي الله عنه -.