قد رسم، نسأل الله التوفيق والإصابة، وحسن القصد والإثابة، فأما قوله تعالى {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ}[الممتحنة: ٨] الآية، فالذي يظهر أن هذا إخبار من الله جل ذكره لعباده المؤمنين بأنه لم ينههم عن البر والعدل والإنصاف في معاملة أي كافر كان من أهل الملل إذا لم يقاتلهم في الدين ولم يخرجهم من ديارهم، إذ العدل والإحسان والإنصاف مطلوب محبوب شرعاً، ولذا علل هذا الحكم بقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}[الممتحنة: ٨]
وأما قوله {أَنْ تَبَرُّوهُمْ}[الممتحنة: ٨] فقد قال بعض المعربين أنه بدل من الموصول بدل اشتمال وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر والتقدير لا ينهاكم الله عن بر من لم يقاتل في الدين. ولو قال هذا البعض أنه بدل بداء (١) لكان