للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لا تدركه فهوم عموم المستمعين فهذا يمنع الفائدة ويُجَرِّئ على الاستهانة بالخطيب وموضوعه.

مراعاة مقتضى الحال وأحوال السامعين: لكل مقام مقال، ولكل جماعة لسان، فالحديث إلى العلماء غير الحديث إلى الأغنياء، والحديث إلى العامة غير الحديث إلى العلية، وخطاب الأميين غير خطاب المثقفين، والكلام في حالات الأمن يختلف عنه في حالات الخوف، وقل مثل ذلك في اختلاف الظروف وتقلبات الأحوال من غنى وفقر وصحة ومرض ورخاء وجدب، ومخاطبة الثائرين غير مخاطبة الفاترين، فالثائر يقمع والفاتر يستثار.

والمتكلم المجيد يعرف أقدار المعاني ويوازن بينها وبين أقدار السامعين وأقدار الأحوال، فيجعل لكل طبقة كلاما ولكل حال مقاما، فيقسم أقدار الكلام على أقدار المعاني وأقدار المعاني على أقدار المقامات.

ناهيك بمراعاة الفروق بين خطاب أهل القرية النائية والمدينة المكتظة فصخب المدينة وأحداثها غير عزلة القرية ومحدوديتها.

<<  <   >  >>