يقوم المجتمع الهندي على أساس طبقي، وينقسم إلى أربع طبقات مختلفة في المهنة وفي قربها من الآلهة، وهذا التقسيم مقدس جاء في قوانين مانو: ثم خلق البراهمة ثم خلق البراهمة من فمه، والكَشْتَرية من ذراعه، والوِشْيا من فخذه، والشُدْرا من رجله، فكان لكل من هذه الطبقات منزلته، وبناء على هذا الأساس وجدت الطبقات من صنع الله، ولا طريق لإزالتها، وليس هناك أمل ما في أن ينتقل شخص من طبقة إلى طبقة أخرى، الابن من يأتي على نمط أبيه ولا يتزوج إلا من طبقته، ولا يعمل إلا في المجال المحدد، وإن وُلد لأحدهم فهناك أسماء خاصة لكل طبقة.
وقد أورد الدكتور أحمد شلبي نصوصًا من قوانين مانو، توضح اختصاصات كل طبقة نثبتها هنا لأهميتها في تحديد أعمال الطبقات:
طبقة البراهمة: يقوم البراهمة بدراسة أسفار الفيدا وتعاليمها، وتبريك تقديم القرابين التي لا تقبل من الناس إلا عن طريقهم، ويجب أن يحافظ البرهمي على كنز الشرائع المدنية والدينية، وإذا ولد برهمي وضع في الصف الأول من صفوف الدنيا. البرهمي حمل لاحترام الآلهة وأحكامه حجة على الناس.
والكتاب المقدس هو الذي يمنحه هذا الامتياز. كل ما في العالم ملك البرهمي وللبرهمي حق في كل موجود، والبرهمي إذا ما افتقر حق له أن يمتلك ما لشُدْرِي الذي هو عبد له، من غير أن يجازيه الملك على ما فعل، فالعبد وما يملك لسيده، ولن يدنس البرهمي بذنب أبدًا ولا يجبى منه مال، ولا يعاقب على جرم أبدًا وعلى الملك أن يستشيره في كل أمر.