الذي يعجبك مما أنت فيه وأهل بيتك؟ قال: فتصاغر إلى داود ما هو فيه وأهل بيته من العبادة.
وعن سفيان: في قوله تعالى: " واذكر عبدنا داود ذا الأيد " ذا القوة في أمر الله، والنصرة في أمر الله والبصيرة.
قال صدقة بن يسار: كان داود في محرابه، فأبصر دودةً صغيرة، قال: ففكر في خلقها وقال: ما يعبأ الله عز وجل بخلق هذهّ قال: فأنطقها الله عز وجل فقالت: يا داود، أتعجبك نفسك؟ لأنا على قدر ما آتاني الله عز وجل أذكر لله وأشكر له منك على ما آتاك الله. قال الله عز وجل " وإن من شيء إلا يسبح بحمده ".
قال أنس بن مالك: إن داود نبي الله صلى الله على نبينا وعليه وسلم ظن في نفسه أن أحداً لم يمدح خالقه أفضل ما مدحه، وأن ملكاً نزل وهو قاعد في المحراب والبركة إلى جنبه، فقال: يا داود، افهم إلى ما تصوت الضفادع؛ فأنصت داود، فإذا الضفدع تمدحه بمدحة لم يمدحه بها داود؛ فقال له الملك: كيف ترى يا داود؟ فهمت ما قالت؟ قال: نعم، قال: ماذا قالت؟ قال: قالت سبحانك وبحمدك، منتهى علمك يا رب. قال داود: لا، والذي جعلني نبيه إني لم أمدحه بهذا. وعن المغيرة بن عتيبة قال: قال داود: هل بات أحد من خلقك الليلة أطول ذكراً لك مني؟! فأوحى الله إليه: نعم، الضفدع؛ وأنزل الله عليه " اعملوا آل داود شكراً، وقليل من عبادي الشكور ".