يا غلام، من أنا؟ قال: أنت رسول الله، قال: صدقت، بارك الله فيك، قال: ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها حتى شب. قال: قال أبي: فكنا نسميه مبارك اليمامة.
وعن ابن عباس قال: ما قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الجن وما رآهم. انطلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فردعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟! قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما ذاك إلا من شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة وهم عائدون إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، قال: فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين السماء، فرجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا " إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً " فأوحى الله عز وجل إلى نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ". وعن ابن عباس قال: كان لكل قبيلة من الجن مقعد من السماء يستمعون فيه الوحي، وكان الوحي إذا نزل سمع له صوت كإمرار السلسلة على الصفوان، يعني: الحجر. فلا ينزل على سماء إلا صعقوا، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، وهو العلي الكبير، فإذا نزل الوحي إلى سماء الدنيا صعقوا، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، وهو العلي الكبير. قال: ثم يقال: يكون العام كذا، ويكون العام كذا، فتسمع الجن ذلك فتخبر به الكهنة، فتخبر الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا. قال: فلما بعث الله رسوله دحروا.
قال: فقالت العرب: هلك من في السماء. فجعل صاحب الإبل ينحر كل يوم بعيراً، وصاحب البقر يذبح كل يوم بقرة، وصاحب الشاء يذبح كل يوم شاة حتى أسرعوا في أموالهم. فقالت ثقيف وكانت أعقل العرب: يا أيها الناس. أمسكوا عليكم أموالكم، فإنه