للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان؟ قال جعفر: قال ميمون: إن أناساً أنكروا على عثمان، وجاؤوا بما هو أنكر منه، أنكروا عليه أمراً هم فيه كذبة، وإنهم عاتبوه، فكان فيما عاتبوه أنه ولى رجلاً من أهل بيته، فأعتبهم وأرضاهم، وعزل من كرهوا واستعمل من أرادوا، ثم إن فساقاً من أهل مصر، وسفهاء من أهل المدينة دعاهم أشقاهم إلى قتل عثمان، فدخلوا عليه منزله، وهو جالس يتلو فيه كتاب الله، ومعهم السلاح فقتلوه صابراً محتسباً، رحمه الله.

وإن الناس افترقوا عن قتله أربع فرق، ثم فصل منهم صنف آخر، فصاروا خمسة أصناف: شيعة عثمان، وشيعة علي، والمرجئة، ومن لزم الجماعة، ثم خرجت الخوارج بعد، حيث حكم علي الحكمين، فصاروا خمسة أصناف.

فأما شيعة عثمان فأهل الشام وأهل البصرة، قال أهل البصرة: ليس أحد أولى بطلب دم عثمان من طلحة والزبير لأنهما من أهل الشورى، وقال أهل الشام: ليس أحد أولى بطلب دم عثمان من أسرة عثمان وقرابته، ولا أقوى على ذلك يعنون من معاوية، وإنهم جميعاً برئوا من علي وشيعته.

وأما شيعة علي فهم أهل الكوفة.

وأما المرجئة فهم الشكاك الذين شكوا، وكانوا في المغازي، فلما قدموا المدينة بعد قتل عثمان، وكان عهدهم بالناس وأمرهم واحد ليس فيهم اختلاف، فقالوا: تركناكم وأمركم واحد ليس فيكم اختلاف، وقدمنا عليكم وأنتم مختلفون، فبعضكم يقول: قتل عثمان مظلوماً، وكان أولى بالعدل وأصحابه، وبعضكم يقول: كان علي أولى بالحق، وأصحابه كلهم ثقة، وعندنا مصدق، فنحن لا نتبرأ منهما ولا نلعنهما ولا نشهد عليهما، ونرجئ أمرهما إلى الله حتى يكون الله هو الذي يحكم بينهما.

وأما من لزم الجماعة فهم: سعد بن أبي وقاص، وأبو أيوب الأنصاري، وعبد الله بن عمر، وأسامة بن زيد، وحبيب بن مسلمة الفهري، وصهيب بن سنان، ومحمد بن مسلمة،

<<  <  ج: ص:  >  >>