وعن أبي الدرداء قال: أهل الأموال يأكلون ونأكل، ويشربون ونشرب، ويلبسون ونلبس، ويركبون ونركب، ولهم فضول أموال ينظرون إليها وننظر إليها معهم، عليهم حسابها ونحن منهت براء.
وعن أبي الدرداء قال: الحمد لله الذي جعل الأغنياء يتمنون أنهم مثلنا عند الموت، ولا نتمنى أننا مثلهم عند الموت.
وقال: ما أنصفنا إخواننا الأغنياء، يحبوننا في الله ويفارقوننا في الدنيا، إذا لقيته قال أحبك يا أبا الدرداء، فإذا احتجت إليه في شيء امتنع مني.
وكان يقول: الحمد لله الذي جعل مفر الأغنياء إلينا عند الموت ولا نحب أن نفر إليهم عند الموت؛ إن أحدهم ليقول: يا ليتني صعلوك من صعاليك المهاجرين. يعني بالصعلوك الفقير.
كان أبو الدرداء يقف على أبواب المدائن الخربة يقول: يا مدينة! أين أهلك؟ أين سكانك. أين أين ... ثم لا يخرج حتى يبكي ويبكي. وفي آخر: ثم يقول: ذهبوا وبقيت الأعمال.
وعن أبي الدرداء أنه كان يقول: يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم! كيف يغبنون سهر الحمقى وصيامهم؟ فلمثقال ذرةٍ من مؤمنٍ صاحب تقوى ويقين، أفضل وأرجح وأعظم من أمثال الجبال عبادةً من المغترين.
كان أبو الدرداء يقول: تعلموا الصمت كما يتعلم الكلام، فإن الصمت حكم عظيم. وكن إلى أن تسمع أحرص