للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منك إلى أن تتكلم، ولا تتكلم في شيءٍ لا يعنيك، ولا تكن مضحاكاً من غير عجب، ولا مشاء إلى غير أرب. يعني إلى غير حاجة.

وعن أبي الدرداء قال: من كثر كلامه كثر كذبه، ومن كثر حلفه كثر إثمه، ومن كثرت خصومته لم يسلم دينه.

وعن أبي الدرداء قال: ادع الله يوم سرائك لعله يستجيب لك يوم ضرائك.

كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن خالد: أما بعد، فإن العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله، وإذا أحبه الله حببه إلى خلقه؛ وإذا عمل بمعصية الله أبغضه الله، وإذا أبغضه الله بضه إلى خلقه.

جاء رجلٌ إلى أبي الدرداء وهو في الموت فقال: يا أبا الدرداء، عظني بشيءٍ لعل الله أن ينفعني به، وأذكرك به؛ قال: إنك في أمةٍ مرحومة، أقم الصلاة المكتوبة، وأت الزكاة المفروضة، وصم رمضان، واجتنب الكبائر - أوقال المعاصي - وأبشر. فكان الرجل لم يرض بما قال، حتى رجع الكلمات عليه ثلاث مرات، فغضب السائل ثم قال: " إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والخدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون " ثم خرج، فقال أبو الدرداء: أجلسوني، فأجلسوه فقال: ردوا علي الرجل، فقال: ويحك! كيف بك وقد حفر لك أربع أذرعً من الأرض، ثم غرقت في ذلك الخرق الذي رأيته! ثم جائك ملكان أسودان أزرقان، منكر ونكير يغنيانك ويسألانك عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن ثبت فنعم ما أنت فيه، وإن كان غير ذلك فقد هلكت؛ ثم قمت على الأرض، ليس لك إلا موضع قدميك، وليس ثم ظل إلا العرش، فإن ظللت فنعم ما أنت! وإن أضحيت فقد هلكت، ثم عرضت جهنم، والذي نفسي بيده، إنها لتملأ ما بين الخافقين وإن الحشر لعليها، وإن الجنة من ورائها؛ فإن نجوت

<<  <  ج: ص:  >  >>