للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها فنعم ما أنت فيه! وإن وقعت فيها فقد هلكت. ثم حلف بالله الذي لا إله إلا هو إن هذا لهو الحق.

كان أبو الدرداء يقول: كفى بك ظالماً أن لا تزال مخاصماً وكفى بك آثماً أن لا تزال مخالفاً، وكفى بك كاذباً أن لا تزال محدثاً في غير ذات الله عز وجل.

كان أبو الدرداء يقول: رب شاطرٍ نعمة غيره؛ ومنعمٍ عليه لا يدري؛ ويا رب حامل فقهٍ غير فقيه.

وكان يقول: من فقه المرء ممشاه ومجلسه ومدخله، قاتل الله الشاعر حيث يقول: من الطويل

عن المرء لا تسل وأبصر قرينه ... فإن القرين بالمقارن مقتدي

قال أبو الدرداء: من فقه الرجل رفقه في معيشته؛ ومن فقه المرء أن يعلم أمزداد هو أو منتقص؛ ومن فقه الرجل أن يتعاهد إيمانه وما يغير منه؛ ومن فقه المرء أن يعلم نزعات الشيطان أن تأتيه؛ ومن فقه المرء أن تسره حسنته وتسوءه سيئته.

قال سالم بن أبي الجعد: صعد رجلٌ إلى أبي الدرداء وهو أمام غرفةٍ له، وهو يلتقط حبات حنطة، فلما رآه الرجل استحيا أن يصعد إليه فقال له: اصعد، إن من فقهك رفقك في المعيشة.

وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من فقهك رفقك في معيشتك.

<<  <  ج: ص:  >  >>