عليه، فقال جل وعز:" كهيعص. ذكر رحمة ربك عبده زكريا ".
قال ابن عباس: خمسة أحرف وخمسة أسماء مقطعة، يعني بكاف: كافياً لخلقه، ها: يعني هادياً لأوليائه، يا: يعني يميناً يحلف به عباده، عين: يعني عالماً بأعمال خلقه، صاد: يعني صادقاً وعده.
ووهب الله له يحيى ولم يسم يحيى قبله.
وقيل: إن جبريل عليه السلام نفخ ما بين جيبها ودرعها، فمكث ما يمكث النساء، فخرجت هاربة من أهلها نحو الشرق، وخرجوا في طلبها، فجعلوا لا يلقون أحداً إلا قالوا: هل رأيت فتاة من حالها كذا وكذا؟ فلقوا راعي بقر، فقالوا: يا راعي، هل رأيت فتاة كذا وكذا؟ قال: لا، رأيت من بقري شيئاً لم أره فيما مضى في ليلتي هذه، رأيتها تسجد نحو هذا الوادي.
قال: وجاءها المخاض، فساندت إلى النخلة، و" قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً " حيضة بعد حيضة، فناداها جبريل من أقصى الوادي:" قد جعل ربك تحتك سرياً، وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً "، قالت: لا أدري شاتية أو صائفة، " فكلي واشربي وقري عيناً "، فوضعته وقطعت سرته، ولفته في خرقة، فحملته، فأقبلوا حيث رأوها، فأقعدته في حجرها، فأعطته ثديها، فجاؤوا فقاموا عليها فقالوا:" يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً " أي عظيماً، فمن أين لك هذا؟ "