ج: قولنا يخفض بهما صوته، ليس معناه أن يقولهما في نفسه، بل يقولهما بصوت خفيف بحيث لو كان بجانبه أحد لسمعه، فلا يخفض بحيث لا يُسمع ولا يرفع فيجعله كقوة صوت الأذان، هذا هو الضابط للخفض المطلوب.
٤٦ - هل وردت الإقامة بمثل ألفاظ الأذان؟
ج: نعم، ذكر هذا بعض الفقهاء، كالحنفية فعندهم أن الإقامة مثل الأذان، غير أن الأذان يزيد بالترجيع، والإقامة تزيد ب " قد قامت الصلاة "، أما التكبيرات فهي عندهم أربع في الأذان والإقامة، والتشهّد أربع في الأذان والإقامة إلاّ أن الأذان يزيد بالترجيع، والأذان فيه أربع حيعلات والإقامة كذلك، والأذان عندهم تسع عشرة جملة أما الإقامة فسبع عشرة جملة، هكذا عندهم، ويستدلون على فعلهم بأن هذه هي إقامة أبي محذورة، ولكن الصحيح الذي تؤيّده الأدلّة هي إقامة بلال ففي الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال:«أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة»(١) أي يجعل كلمات الأذان
(١) البخاري (كتاب الأذان - باب الأذان مثنى مثنى) مسلم (صلاة - ٣) وغيرهم.