للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يسعى بين الأحبة لتفريق صفهم، وتكدير صفوهم، فكم تحاصت بسبب الوشاية من رحم، وكم تقطعت من أواصر، وكم تفرق من شمل.

وأعظم جرما من الوشاية: أن يصغي الإنسان إليها، ويصيخ السمع لها. وما أجمل قول الأعشى:

ومن يطع الواشين لا يتركوا له ... صديقا وإن كان الحبيب المقربا (١)

٢٠ - سوء الخلق من بعض الزوجات فبعض الناس يبتلى بزوجة سيئة الخلق، ضيقة العطن، لا تحتمل أحدا من الناس، ولا تريد أن يشاركها في زوجها أحد من أقاربه أو غيرهم، فلا تزال به تنفره من أقاربه، وتثنيه عن زيارتهم وصلتهم، وتقعد في سبيله إذا أراد استضافتهم، فإذا استضافهم أو زاروه لم تظهر الفرح والبشر بهم، فهذا مما يسبب القطيعة بين الأقارب. وبعض الأزواج يسلم قياده لزوجته فإذا رضيت عن أقاربه وصلهم، وإن لم ترض


(١) ديوان الأعشى ص٩.

<<  <   >  >>