١٠ - ترك المنة عليهم، والبعد عن مطالبتهم بالمثل: وقد مر بنا أن الواصل ليس بالمكافئ، فمما يعين على بقاء المودة أن يحرص الإنسان على أن يعطي أقاربه ولا يطالبهم بالمثل، وألا يمن عليهم بعطائه، أو زياراته، أو غير ذلك.
١١ - توطين النفس على الرضا بالقليل من الأقارب: فالعاقل الكريم لا يستوفي حقه كاملا، بل يرضى بالقليل وبالعفو الذي يأتي من أقاربه، حتى يستميل بذلك قلوبهم، ويبقي على مودته لهم كما قيل:
إذا أنت لم تستبق ود صحابة ... على دخن أكثرت بث المعايب (١)
١٢ - مراعاة أحوالهم، وفهم نفسايتهم، وإنزالهم منازلهم: فمن الأقارب من يرضى بالقليل، فتكفيه الزيارة السنوية، وتكفيه المكالمة الهاتفية، ومنهم من يرضى بطلاقة الوجه والصلة بالقول فحسب، ومنهم من يعفو عن حقه كاملا، ومنهم من لا يرضى إلا بالزيارة المستمرة، وبالملاحظة الدائمة؛ فمعاملتهم بمقتضى أحوالهم يعين على الصلة، واستبقاء المودة.