للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذا تشبيه مقتصد جيد النظام مستوفي الأقسام أخبر فيه عن حال الأرض الوعثة والصلبة من حال الأغبار والنار بما لا قسم في الأرض الموطوة غيره فهو أحق بالمعنى من جميعهم.

وقال المتنبي:

يُخَيَّلُ لي أنَّ البِلادَ مسامعي ... وأني فيها ما تقول العَوَاذِلُ

وهو بيت معنى وذلك أنه أراد لا يستقر في بلد إنما يدخل أرضاً ويخرج منها إلى غيرها فكأنه عذل العذول له يدخل أذنه ويخرج منها، وأراد بقوله إلى العواذل فحذف لعلم المخاطب مراده.

وقال المتنبي:

ومَنْ يبغِ ما أبْغي من المَجْدِ والعُلا ... تساوى المحايى عِنْدهُ والمَقاتِل

قال امرئ القيس:

فقلتُ لهُ لا تبكِ عَينكَ إِنَّما ... نُحاولُ ملكاً أو نموت فَنُعْذَرا

فتبعه الناس في هذا منهم أبو تمام في قوله:

رَكُوبٌ لأَثباج المهالكِ عالم ... بأنَّ المَعالي دُونَهنَّ المَهالِكُ

وقال أبو تمام أيضاً في ممدوح مدحه وقد قال:

وقَدْ قالَ إِمَّا أنْ أُغادرَ بَعْدَها ... عَظيماً وإِمّا أنْ أغَادرَ أعْظُمَا

فجاء بمعنى بيت امرئ القيس في مجانسة مليحة. وقال ابن الرومي:

وَمنْ لمْ يَزلْ في مصعب المجد راقياً ... صِعاب المراقي نالَ أعلى المَراتبِ

<<  <   >  >>