للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يا قمراً أبصرت في مأتمٍ ... يَنْدبُ شَجْواً بَين أتْرابِ

يَبْكي فيذْري الدُّرَّ مِنْ عينه ... وَيلطُمُ الورْدَ بِعُنَّابِ

جعل مكان الطل الدرّ وكلاهما يراد الدموع والعناب مكان العنم والورد بازاء الورد فلا زيادة له على أبي نواس غير أن الطلّ يقع على الورد ويخضر العناب بحيث يخضر الورد من البساتين والدارسين من جنس الأزهار والأثمار فجمع بين أنواع متجانسة ولقائل أن يقول ذكر الدّر هاهنا بمنزلة عين الظبي وأنقطع الكلام ثم عطف ما يتجانس على مثله فالأول أحق به.

وقال المتنبي:

أبديتَ مِثْلَ الذي أبْديتُ من جزعٍ ... ولمْ تُجنّي الذي أجنيتَ من ألمٍ

وهو من قول أبي نواس:

زعمتم بأنَّ البين يْحزنكُمْ نعم ... سيُحزنكُمْ علْمي ولا مثل حزْننا

وفي كلام أبي الطيب جزالة يفضل أبا نواس ورجح كلامه على كلامه فهو ولى بما أخذ.

وقال المتنبي:

أرى أناساً ومحصولي على غنمٍ ... وذكر جودٍ ومحصولي عَلى كَلمِ

أما صدر هذا البيت فمن قول أبي تمام:

لاَ يَدْهمَّنكَ مِنْ دهمائهمْ عَدَدُ ... فإِنَّ جُلَّهُمُ بل كُلَّهُمْ بَقَرُ

<<  <   >  >>