وَنَشْربُها فَتتركُنا مُلُوكاً ... وأَسداً ما يُنهِنهُنَا اللقَاءُ
فوفى عنترة الصحو والسكر صفتيهما، وأفرد حسان الإِخبار عن حال سكرهم دون صحوهم فقبض ما هو من تمام المعنى لأنه قد تمكن أن يظنَ ظانٍ بهم البخل والجبن إذا صحوا لأن من شأن الخمر تسخيته البخيل وتشجيع الجبان، ومن ذلك قول امرئ القيس:
نَظَرتْ إِليكَ بعينِ جازئةٍ ... في ظِلّ بَاردةٍ من السّدْرِ
وما يحسن عين الوحشية في ظل السدرة إلا مالها في غير ذلك ولامرئ القيس فضل السبق والحذق وذلك لأنه قال حوراء فأفاد صفة ثم قال: حانية على طفل وفي حنّوها على ولدها ما يكسب نظرها بنزوعها عليه وخوفها معنى لا يوجد عند سكونها وأمنها فقد سرق المعنى المسيب وحذق ما هو من تمام الكلام،