للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فمقصر عنهما لأنه قد يستغنى بنداه من أن يكون بخيلاً فيبقى عليه ما صار إليه وقول أسلم أصل هذا المعنى وهو:

لو فرقت يوماً سماحة كفه ... في العالمين لما رأيتَ بخيلا

وكلامه أعذب وقوله أوضح وأطيب فهو أولى بقوله ممن تأخر عنه.

وقال المتنبي:

ألغت مسامعُهُ الملامَ وغادرت ... سمةً على أنف اللِّئام تلوحُ

فصدر هذا البيت من قول أبي نؤاس:

فأعذرْ أخاك، فإِنه رجلٌ ... مرنتْ مسامعُهُ على العَذْلِ

وعجزه أشار إليه المتلمس في قوله:

ولو غيرُ أخوالي أرادوا نقيصتي ... جعلتُ لهم فوق العرانين ميسما

ومن قول بعض الضبيين:

مياسم للئام منضجات ... تلوح على الأنوف بغير نارِ

لو أمكنه أن يقول: تغادر فيرجع الكلام إلى الممدوح كان أحسن من رجوعه إلى المسامع كما قال المتلمس:

علت لهم فوق العرانين ميسما

لأن المياسم تجعل باليد لا بالمسامع ولا يشرح كم ألفت مسامعه الملام وغادرت

<<  <   >  >>