كتاب الإسلام والدستور

البلاد الإسلامية وتدوين الدستور في العصر الحديث - الدستور العثماني - ج: 1 - ص: 162

١٥ - / ١١ / ١٢٩٢ هـ الموافق ١٤ ديسمبر ١٨٧٤م، أما التنظيمات الدستورية الفعلية والشاملة، فقد حصلت في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، حيث تم في عهده إنشاء (مجلس المبعوثان) ، وهو بمثابة البرلمان، وكذلك (مجلس الأعيان) ، حيث وافق على قرار سائر الوكلاء الفخام في ٥ شوال سنة ١٢٩٣هـ الموافق ٣ نوفمبر ١٨٧٦م، وفي ٧ ذي الحجة ١٢٩٣هـ أصدر أمره بالموافقة على إصدار القانون الأساسي (الدستور) (١) وجاء في (١١٩) مادة، وهو أول دستور مدون للدولة العثمانية، وثاني دستور مدون لدولة إسلامية في العصر الحديث.

إلا أن العمل بهذا الدستور أبطل في ١٣ شباط ١٨٧٨م بصدور مرسوم سلطاني بحل مجلس المبعوثان، إلغاء العمل بالدستور؛ ونظرا للظروف الاستثنائية التي مرت بها الدولة العثمانية في ذلك الوقت، واستمر وقف العمل بالدستور، حتى كانت المطالبة به من الرعية، وحصلت بعض القلاقل في أرجاء الدولة بسبب عدم إعادة العمل بالدستور، ونزولا عند هذه الرغبة الملحة من الرعية صدرت موافقة السلطان على قرار مجلس وكلاء الدولة بإعادة مجلس المبعوثان والعمل بالدستور وذلك في ٢٤ جماد الثانية ١٣٢٦هـ الموافق ١٠ تموز ١٩٠٨م، حيث بدأ تطبيق القانون الأساسي، ودعوة المجلس النيابي (المبعوثان) للانعقاد في ١ رجب ١٣٢٦هـ الموافق ١٨ تموز ١٩٠٨م، بموجب الإرادة السنية الصادرة في هذا اليوم (٢) .

---

(١) انظر في ذلك كل من: كنز الرغائب في منتخبات الجوائب، سليم فارس، ص٢٦٠ - ٢٦٩ جـ ٥ ص ٣٣٨ - ٣٤١ جـ ٥ - ص ٢ - ٢٧ جـ ٦، طبعة أولى سنة ١٢٩٤، ١٢٩٥، مطبعة الجوائب بالآستانة. سورية والعهد العثماني، يوسف الحكيم، طبعة ثانية، ص ٢٥، ص ١٥٢، ١٥٥ - دار النهار - بيروت، الدستور والبلاد الإسلامية ومشكلاته في ضوء الإسلام، رسالة ماجستير للمؤلف مقدمة لقسم الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، الملحق رقم ١.
(٢) انظر في ذلك كل من: كنز الرغائب في منتخبات الجوائب، سليم فارس، ص٢٦٠ - ٣٦٩ جـ ٥ ص ٣٣٨ - ٣٤١ جـ ٥ - ص ٢ - ٢٧ جـ ٦، طبعة أولى سنة ١٢٩٤، ١٢٩٥، مطبعة الجوائب بالآستانة. سورية والعهد العثماني، يوسف الحكيم، طبعة ثانية. ص ٢٥، ص ١٥٢، ١٥٥ - دار النهار - بيروت، الدستور والبلاد الإسلامية ومشكلاته في ضوء الإسلام، رسالة ماجستير للمؤلف مقدمة لقسم الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، الملحق رقم ١.