فالإنسان في الإسلام، نعمة لأبويه حين يولد، ونفس بشرية تستحق أن تحيا، وتنال حقوقها في المجتمع الإنساني، وهو يكرم حين يموت، فيغسل ويصلى عليه، ويدعو له الناس بالرحمة والمغفرة، ويحظر الإسلام، أن يمس جسد الإنسان إلا بحق، ويحرم التمثيل بجسد الإنسان حتى وهو ميت لا يشعر بشيء، وينهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كسر عظام الميت، احتراما لتلك الكرامة التي وهبها الله للآدمي منذ مولده وفي مسيرة حياته، وحتى بعد موته.
فعن عائشة - رضي الله عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«كسر عظم الميت ككسره حيا»(١) .
فالإسلام وحده، سبق إلى تقرير تلك الكرامة قبل مواثيق البشر في صورة كاملة للكرامة الإنسانية، يعرفها المسلمون منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام.
وهذا التكريم الإلهي، عام لكل الناس، بغض النظر عن العرق واللون والوضع الاجتماعي.
(١) رواه أبو داود في كتاب الجنائز، باب في الحفار يجد العظم، هل يتنكب ذلك المكان، ٣١٩١، قال الحافظ في بلوغ المرام ص ١١٤: وإسناده على شرط مسلم.