للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رفعه في خطبة الصفا، وفي سني الدعوة المكية كلها , وقد كانت قريش تدرك مدلول هذا الشعار على أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والعقدية، وتدرك تعلم علم اليقين صدق الرسول صلى الله عليه وسلم , ولكن إلف الواقع وعبادة المواريث الثقافية، والعادات والتقاليد الجاهلية حالت بينها وبين الانقياد لهذا الشعار وهو اليوم يعود بسلطانه القاهر، وبالحق العميق الذي يحمله ليكتسح قوى الجاهلية.

٢ - مدخل الهم والمشكلة: إن مشاركة الجمهور المتلقي في همومه، والتعاطف معه في مشكلاته، تعتبر من المداخل للتأثير في النفوس، فقد عظم في نفوس أهل مكة اقتحام الحرم عنوة , لذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لن تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي» . لقد كانت هموم المجتمع المكي يوم الفتح مداخل خطبة الفتح، لتفسير هذا الحدث للرأي العام من خلال مسلمات الأمة الإسلامية، وللتأكيد على قيم الإسلام، والأحكام المتصلة بالحرم المكي.

وتؤكد الدراسات الإعلامية على أهمية مخاطبة هموم الناس وحاجاتهم في الإقناع بالأفكار، من خلال إشباع طموحات الجمهور، ومصالحه، والسعي إلى تلبية حاجاته المادية والمعنوية (١)


(١) انظر تفصيلا مفيدا في هذا الجانب عند كل من:
- د. زيدان عبد الباقي: علم النفس في المجلات الإعلامية، (الكويت: وكالة المطبوعات، ١٩٧٨م) ، ص: ٤٣٥-٤٣٦.
- جون بيتنر، الاتصال الجماهيري مدخل، ترجمة عمر الخطيب، (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات، ١٩٨٧م) ، ص: ٣٣٤.
- وانظر الشيخ زين العابدين الركابي، النظرية الإسلامية، الإسلام والعلاقات الإنسانية؛ بحث منشور ضمن أبحاث ووقائع اللقاء الثالث لمنظمة الندوة العالمية للشباب الإسلامي المنعقدة في الرياض عام ١٣٩٦هـ، ص: ٣٧١.
- وانظر د. محمد فريد محمود عزت، دراسات في فن التحرير الصحفي في ضوء معالم قرآنية، (جدة: دار الشروق، ١٤٠٤هـ) ، ص: ١٩٠، وما بعدها.

<<  <   >  >>