للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رضي الله عنه خطيبًا في الناس على المنبر يقول: "إن الطمع فقر، لان اليأس غنى، وإن الإنسان إذا أيس من الشيء استغنى عنه " (١) .

وأوصى سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه- ابنه فقال: "يا بني، إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة؛ فإنها مال لا ينفد" (٢) .

وسئل أبو حازم فقيل له: "ما مالك؟ " قال: "لي مالان لا أخشى معهما الفقر: الثقة بالله، واليأس مما في أيدي الناس" (٣) .

وقيل لبعض الحكماء: "ما الغنى؟ " قال: "قلة تمنيك، ورضاك بما يكفيك" (٤) .

٧ - العز في القناعة، والذل في الطمع: ذلك أن القانع لا يحتاج إلى الناس فلا يزال عزيزًا بينهم، والطماع يذل نفسه من أجل المزيد؛ ولذا جاء في حديث سهل بن سعد مرفوعًا: «شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس» (٥) .

وكان محمد بن واسع - رحمه الله تعالى- يبل الخبز اليابس


(١) أخرجه أحمد في الزهد (١١٧) ، وأبو نعيم في الحلية (١ / ٥٠) .
(٢) عيون الأخبار (٣ / ٢٠٧) .
(٣) الحلية لأبي نعيم (٣ / ٢٣١) .
(٤) إحياء علوم الدين (٤ / ٢١٢) عن: نضرة النعيم (٣١٧٤) .
(٥) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣ / ٢٥٣) والقضاعي في مسند الشهاب (١٥١) والحاكم وصححه (٤ / ٣٢٤) .

<<  <   >  >>