للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعذيبًا، فلماذا ترتفع رأسك لتنظر من هو فوقك، ولا تخفضه لتبصر من هو تحتك؟!

إن كنت تعرف من نال من المال والجاه ما لم تنله أنت وهو دونك ذكاءً ومعرفة وخلقًا، فلم لا تذكر من أنت دونه أو مثله في ذلك كله وهو لم ينل بعض ما نلت؟! (١) .

٨ - قراءة سير السلف الصالح وأحوالهم مع الدنيا، وزهدهم فيها، وقناعتهم بالقليل منها، وهم قد أدركوا الكثير منها فرفضوه إيثارا للباقية على العاجلة وعلى رأسهم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وإخوانه من الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- ثم الصحابة الكرام- رضي الله عنهم- والتابعون لهم بإحسان؛ فإن معرفة أحوالهم، وكيف كانت حياتهم ومعيشتهم تحفز العبد إلى التأسي بهم، وترغبه في الآخرة، وتقلل عنده زخرف الحياة الدنيا ومُتَعِها الزائلة

٩ - العلم بأن عاقبة الغنى شر ووبال على صاحبه إذا لم يكن الاكتساب والصرف منه بالطرق المشروعة، وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لا «تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه» (٢) فمشكلة المال أن الحساب عليه من جهتين جهة


(١) مع الناس للشيخ علي الطنطاوي (٥٨) .
(٢) أخرجه الترمذي، وقال: حسن صحيح (٢٤١٩) .

<<  <   >  >>