للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تلك الكبائر غالبًا ما يكون استجلاب دنيا أو دفع نقصها. فمن قنع برزقه لا يحتاج إلى ذلك الإثم، ولا يداخل قلبه حسد لإخوانه على ما أوتوا؛ لأنه رضي بما قسم له.

قال ابن مسعود - رضي الله عنه- "اليقين ألا ترضي الناس بسخط الله؛ ولا تحسد أحدًا على رزق الله، ولا تلم أحدًا على ما لم يؤتك الله؛ فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهة كاره؛ فإن الله تبارك وتعالى- بقسطه وعلمه وحكمته جعل الرَّوْح (١) والفرح في اليقين والرضى، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط" (٢) .

وقال بعض الحكماء: "وجدت أطول الناس غما الحسود، وأهنأهم عيشًا القنوع " (٣) .

٦ - حقيقة الغنى في القناعة: ولذا رزقها الله- تعالى- نبيه محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وامتن عليه بها فقال- تعالى- {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} [الضحى: ٨] فقد نزلها بعض العلماء على غنى النفس؛ لأن الآية مكية، ولا يخفى ما كان فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قبل أن تفتح عليه خيبر


(١) أي: الراحة. انظر: القاموس (٢٨٢) مادة (روح) .
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في اليقين (١١٨) .
(٣) القناعة لابن السني (٥٨) عن موسوعة نضرة النعيم (٣١٧٣) .

<<  <   >  >>