للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وآمن النظام بفرية الشيعة في الوصية بالخلافة لعلي وهي البدعة التي اختلقها عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أسلم ليكون رأس الفتنة، واتهم النظام عمر بأنه كتمها وبادر بمبايعة أبي بكر ليحرم آل البيت، بل فإن عمر كما يزعم النظام (ضرب يوم البيعة بطن فاطمة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين). بل فحتى نفي عمر لشاعر المدينة الوسيم نصر بن حجاج (١) إلى البصرة مخافة فتنة النساء اعتبره النظام من مطاعن عمر، كما أخذ عليه جلده في الخمر ثمانين جلدة (٢) وأعد إحياءه لسنة التراويح بدعة تذكر له بالذم (٣).ثم اتهمه بما اتهم به أبا بكر رضي الله عنه من التناقض في أقواله، حيث نسب إليه قوله (أجرؤكم على الفتيا في ميراث الجد أجرؤكم على النار) ثم قضى في الجلد بمائة قضية مختلفة (٤).

وأحكام النظام كلها تصور قلة غيرته على الإسلام، وميله إلى الابتداع، وهدم ما يتميزه به أعلام الإسلام من هيبة في نفوس المسلمين لكي يزرع فيهم خيبة الأمل ويخلخل في نفوسهم كثيراً من القيم التي يمثلها صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولم يسلم عبد الله بن مسعود (ت ٢٣هـ) من طعن النظام فقد عاب عليه إعماله الرأي في الفتيا (٥) وتجرأ على نسبته إلى الكذب ورد عددا كبيرا من أحاديثه كحديث السعيد من سعد في بطن أمه، وحديث انشقاق القمر وغيرهما (٦). . فقد قال عن حديث انشقاق القمر: وهذا من الكذب الذي لا خفاء به، لأن الله تعالى لا يشق القمر له وحده، ولا لآخر معه وإنما يشقه ليكون آية للعالمين. . . فكيف لم يعرف بذلك العامة، وكم يؤرخ الناس بذلك العام، ولم يذكره شاعر، ولم يسلم عنده كافر ولم يحتج به مسلم على ملحد (٧)؟! وقال عن الحديث الأول: (ولو كان ابن مسعود بدل نظره في الفتيا، نظر في الشقي كيف يشقى والسعيد كيف يسعد، حتى لا يفحش قوله على الله تعالى، ولا يشتد غلطه لكان أولى به. .) (٨).

وللنظام في ثلب أمير المؤمنين عثمان بن عفان الباع الطويل، فقد عاب عليه:

إيواءه الحكم بن أمية إلى المدينة وهو طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ب – ونفيه أبا ذر الغفاري إلى الربذة وهو صديق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ج – واستعماله الوليد بن عقبة على الكوفة وهو من أفسد الناس حتى أنه صلى بالناس وهو سكران.


(١) ((الأعلام)) (٨/ ٣٣٩).
(٢) ((الفرق بين الفرق)) (٣١٩).
(٣) ((الفرق بين الفرق)) (٣١٩) - ((ملل الشهرستاني)) (١/ ٥٧).
(٤) ((تأويل مختلف الحديث)) (٢٠).
(٥) ((تأويل مختلف الحديث)) (٢١) ((الفرق بين الفرق)) (١٤٨) - ((ملل الشهرستاني)) (١/ ٥٧).
(٦) ((الفرق بين الفرق)) (١٤٨) - ((الملل)) (١/ ٥٨) – ((ضحى الإسلام)) (٣/ ٨٦ - ٨٧).
(٧) ((تأويل مختلف الحديث)) (٢١).
(٨) ((تأويل مختلف الحديث)) (٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>