للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معارضون ومحرفون يكونون على طرفي نقيض. (١)

ثم إنه هل يمنع إنكار خروج المهدي في آخر الزمان من وقوع الفتن وادعاء المهدي؟

أليس ختم النبوة بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - مما هو مجمع عليه ومع ذلك وجد كثيرون ممن ادعى النبوه وحصل بذلك للمسلمين فتن وأضرار كثيرة، وإنما الذي يعصم حقيقة من الفتن والمصائب ويكفل السلامة والأمن والنجاة هو الاستمساك بشرع الله والاعتصام بسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

أما وجود دعاه المهدوية من المجانين وأشباه المجانين يخرجون في بعض الأزمان ويحصل بسببهم على المسلمين أشرار كبيرة، فإنه لا يؤثر في التصديق بمن عناة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الصحيحة وهو المهدي الذي يصلي عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - خلفه، فما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجب التصديق به، ويجب القضاء على كل متمهدٍ يريد أن يشق عصا المسلمين ويفرق جماعتهم، والواجب قبول الحق، ورد الباطل لا أن يرد الحق ويكذب بالنصوص من أجل أنه ادّعى مقتضاها مدعون مبطلون دجالون. (٢)

ثم إنه متى كان استغلال أعداء الإسلام لعقيدة من عقائد المسلمين مبرراً لطمسها أو التشكيك في ثبوتها؟ إن أعداء الإسلام لم يستغلوا المهدوية فحسب بل استغلوا ما هو أكبر وأعظم وأوضح عند المسلمين، أعني عقيدة


(١) بحث للدكتور خالد النجار بعنوان «محمد رشيد رضا»، موقع شبكة الألوكة.
(٢) مجلة الجامعة الإسلامية العدد ٤٥، صـ ٣٠٢.

<<  <   >  >>