وليرتفع نشيدك الطروب، كما ارتفع نشيد الأنبياء قديماً، عندما كانوا يغنُّون أشعاراً أُخرى، في تلك الساعات الملائمة التي تولِّد الحضارات ...
ولتُدَوِّ أُغْنيتك! أقوى من الجوقة الصاخبة التي يعلو ضجيجها هناك ...
فها هم قد أخذوا الآن ينصبون بباب المدينة التي بدأت تستعيد يقظتها، سرادق سوق الملاهي مع مسلّياتها، لتلهِية واحتجاز هؤلاء القادمين صوب خطاك ...
لقد أقاموا الجحوش والمنصَّات من أجل المشعبذين والبهلوانات، حتى يغطي عجيجهم على نبرات حدائك ...
ولقد أوقدوا المصابيح الخادعة، حتى يحجبوا بها النهار المقبل، ويلفُّوا شبحك بالقتام في السهل حيث تسير ...
لقد زيَّنوا الوثن لكي يحقِّروا الفكرة!
ولكن الكوكب المثاليّ يواصل سيره الذي لا ينثني. وهو لا محالة سيضيءُ قريباً انتصار الفكرة وأُفول الأوثان، كما تمَّ ذلك بالأمس في (الكعبة).
مقتطفة من كتاب
(شروط النهضة الجزائرية) سنة ١٩٤٨
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute