للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - لِمَاذَا يُعمَدُ بَعدَ عَامِ ٤٠٧ هـ عَلَى وَجهِ الخُصُوصِ إِلَى الاكتِتَابِ لِإِصلَاحِ مَا تَهدّمَ مِنَ المَسجِدِ الأَقصَى، في حِينِ أَنَّنَا رَأَينَا مِن أَحدَاثِ السِّنِينِ السَّابِقَةِ أَنَّ الذِينَ كَانُوا يَتَوَلَّونَ عَمَلِيَّاتِ التَّرمِيمِ وَالإِصلَاحِ هُم حُكَّامُ المُسلِمِينَ لَا أَبنَاءُ الشَّعبِ؟! وَالمَعرُوفُ أَنَّ بِنَاءَ الأَقصَى أَوَّلًا ثُمَّ تَرمِيمَاتُهُ بَعدَ ذَلكَ قَد أُنفِقَ عَلَيهَا مِن أَموَالِ الدَّولَةِ، وَأَنَّ تَكلُفَةَ البِنَاءِ الأُولَى قَد كَلَّفَت الدَّولَةِ خَرَاجَ مِصرَ لِمُدَّةِ سَبعِ سِنِينَ؟! (١).

٤ - نَحنُ نَعلَمُ أَنَّ الوَاسِطِيَّ ـ صَاحِبَ أَوَّلِ كِتَابٍ خُصِّصَ بِأكمَلِهِ لِفَضَائِلِ القُدسِ مِمّا وَصَلَنَا مِن تِلكَ الكُتُبِ ـ قَد قَرأَ كِتَابَهُ عَلَى النَّاسِ في مَنزِلِهِ في القُدسِ سَنَةَ ٤١٠ هـ (٢). وَلَنَا أَن نَفتَرِضَ أَنَّ مُؤَلِّفَ الكِتَابِ قَد بَدَأَ في تَألِيفِهِ قَبلَ مُدَّةٍ مَعقُولَةٍ مِن قِرَاءَتِهِ عَلَى النَّاسِ وَمِن الانتِهَاءِ مِن تَألِيفِهِ طَبعًا، فَهَل مِن السَّهلِ التَّسلِيمُ بِأَنَّ الرَّجُلَ قَد تَنَاولَ قَلَمَهُ مُبَاشَرَةً بَعدَ سُقُوطِ قُبَّةِ الصَّخرَةِ سَنَةَ ٤٠٧ هـ وَبَدَأَ بِالتَّألِيفِ، ثُمَّ انتَهَى مِنهُ وَعَمَّمَ مَادَّتَهُ عَلَى النَّاسِ مِن أَجلِ أَن يَكتَتِبُوا لِإِعَادَةِ بِنَاءِ القُبَّةِ؟

هَذِهِ بَعضُ تَسَاؤُلَاتٍ فَقَط مِن التَّسَاؤُلَاتِ التِي يُمكِنُ أَن تَخطُرَ بِالذِّهنِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالرَّبطِ بَينَ تَشَعُّثِ الرُّكنِ اليَمَانِيِّ مِن المَسجِدِ الحَرامِ وَسُقُوطِ جِدَارٍ بَينَ يَدَي قَبرِ الرَّسُولِ - عليه السلام - وَسُقُوطِ القُبَّةِ الكَبِيرَةِ عَلَى صَخرَةِ بَيتِ المَقدِسِ، وَبَينَ


(١) انظر: مخطوطة «مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام» (ورقة: ٤٥) حيث ذكر المؤلف أن ما أنفق على مسجد الصخرة كان قدر خراج مصر سبع سنين. وقد قدَّر الدكتور عبد العزيز الدوري خراج مصر في السنة بـ (٦٠) ألف دينار، ومعنى ذلك أن ما أنفق على بناء المسجد بلغ ٤٢٠ ألف دينار، وهو مبلغ ضخم إذا أخذت القيمة الشرائية للدينار في ذلك الوقت بعين الاعتبار (انظر: بحث الدكتور الدوري المقدم إلى المؤتمر الدولي الثالث لبلاد الشام: «فلسطين»، الذي عقد في عمان سنة ١٩٨٠، ص: ١٤).
(٢) انظر: «فضائل البيت المقدّس» للواسطي، تحقيق إسحاق حسون: (ص: ١) [ويأتي ص: ١٣٢ (عمرو)].

<<  <   >  >>