للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يترفض فسيره على البريد، فطلب الهادي واضحا وصلبه، وقيل: بل صلبه الرشيد، ثم بعث الخليفة شماخا اليمامي دسيسة، وكتب معه إلى أمير إفريقية، فتوصل إلى إدريس، وأظهر أنه شيعي متحرق، وأنه عارف بالطب، فأنس به إدريس، ثم شكا إليه وجعا بأسنانه، فأعطاه سنونا مسموما، وأمره أن يستن به سحرا، وهرب الشماخ في الليل، واستن إدريس فتلف، فقام بعده إدريس بن إدريس، فتملك هو وأولاده بالمغرب زمانا بناحية تاهرت، وانقطعت عنهم البعوث، وجرت للإدريسية أمور يطول شرحها، وبنوا القصور والمدائن.

وحكى علي بن محمد بن سليمان النوفلي، قال: حدثني يوسف مولى آل حسن قال: كنت مع الحسين بن علي المقتول لما قدم على المهدي، فأجازه بأربعين ألف دينار، ففرقها في الناس ببغداد والكوفة، فوالله ما خرج من الكوفة إلا وعليه فرو ما تحته قميص، وكان يستقرض في الطريق من مواليهم ما يمونهم.

قال النوفلي: وحدثني أبو بشر قال: صليت الغداة في يوم خروج الحسين صاحب فخ بالمدينة، فصلى بنا، ثم صعد المنبر وعليه قميص أبيض وعمامة بيضاء قد سدلها من بين يديه، وسيفه مسلول قدامه، إذ أقبل خالد البربري وأصحابه، فبدره يحيى بن عبد الله، فشد عليه خالد، فضربه يحيى فقتله، فانهزم أصحابه، ثم رجع يحيى فقام بين يدي الحسين، وسيفه يقطر دما، فقال الحسين في خطبته: أيها الناس أنا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى منبر رسول الله، أدعوكم إلى كتاب الله، وسنة رسول الله، فإن لم أف بذلك فلا بيعة لي في أعناقكم.

ويقال: إن يقطين بن موسى لما قدم برأس الحسين فوضعه بين يدي الهادي قال: كأنكم والله جئتم برأس طاغوت، إن أقل ما أجزيكم أن أحرمكم جوائزكم، فلم يعطهم شيئا.

وفيها ثار بالصعيد دحية بن مغصب الأموي، وقويت شكوته، ثم قتل بمصر لسنته، قاله ابن يونس.

وفيها كان على المدينة عمر بن عبد العزيز العمري، وعلى مكة عبيد الله بن قثم، وعلى اليمن إبراهيم بن سلم بن قتيبة، وعلى اليمامة والبحرين سويد الخراساني، وعلى الكوفة موسى بن عيسى بن موسى، وعلى البصرة محمد بن سليمان، وعلى جرجان حجاج مملوك الهادي، وعلى قومس حسان،

<<  <  ج: ص:  >  >>