للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

موته ذاتها شارك في تنظيم خدمة منتظمة بالمركبات في العاصمة- وهي البذرة لشبكة الأمنوبيسات الحالية. ولكن حدثين وقعا له مجدداً تقواه، وحملاه على أن يتوج أعماله بكتاب جديد أسهم به الأدب والدين. ذلك أنه في ١٥ مارس ١٦٥٧ حصل اليسوعيون من الملكة الأم على أمير بإغلاق مدارس الموحدين وحظر قبول المزيد من الأعضاء في البور- رويال. وأطيع الأمر في هدوء، وأرسل الأطفال- وكان من بينهم راسين- إلى بيوت الأصدقاء، وتفرق المعلمون محزونين. وبعد تسعة أيام (وهو تاريخ صدور آخر الرسائل الإقليمية) وقع ما بدا معجزة في كنيسة دير الراهبات الذي تكدر صفوه. ذلك أن ابنة أخت بسكال البالغة من العمر تسع سنوات، واسمها مارجريت بيرييه، كانت تشكو من ناسور دمعي مؤلم يرشح صديداً كريهاً من العينين والأنف. وأهدى أهدى أحد أقرباء الأم أنجليك للبور- رويال شوكة زعم هو وغيره أنها أخذت من إكليل الشوك الذي عذب به المسيح. وفي ٢٤ مارس وضعت الراهبات الشوكة على مذبحهن في احتفال مهيب وسط ترتيل المزامير. ولثمت كل منهن الأثر المقدس بدورها، ولما رأت إحداهن مارجريت بين العابدات أخذت الشوكة ولمست بها قرحة الفتاة. وروي أن مارجريت أعربت ذلك المساء عن دهشتها لأن عينها لم تعد تؤلمها، وأدهش أمها ألا ترى أثر للناسور، وقرر طبيب دعي لفحص الفتاة أن الصديد والورم قد اختفيا. وأذاع هو، لا الراهبات، نبأ هذا الذي سماه شفاء معجزاً. ووقع سبعة أطباء آخرون كانوا على سابق بناسور مارجريت بياناً قرروا أن معجزة- في رأيهم- قد حدثت. وبحث موظفو الأسقفية الأمر، وانتهوا إلى نفس النتيجة، وأذنوا بإقامة قداس شكر لله في البو- رويال. وتقاطرت جماهير المؤمنين على الدير ليروا الشوكة ويقبلوها، وهللت باريس الكلثوليكية كلها للمعجزة، وأمرت الملكة الأم بالكف عن كل اضطهاد للراهبات. وعاد المتوحدون إلى ليجرانج. (في عام ١٧٢٨ أشار البابا بندكت الثالث عشر إلى هذا الحدث على أنه دليل