للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يجلد أربعاً وعشرين جلدة على ردفيه بسوط من جلد ثم يصرف". وتكرر هذه العملية كلما تجدد الجهر بهذه العقيدة (٦٦). ورحل بعض الغلاة من الربوبيين إلى المستعمرات العسكرية. وسترى في مكان لاحق إلى أي حد بلغت جهود يوزف في تحرير اليهود.

وكان من نتائج مرسون التسامح الزيادة السريعة في عدد من جهروا بالبروتستنتية في المملكة، من ٧٤. ٠٠٠ في ١٧٨١ إلى ١٥٧. ٠٠٠ في ١٧٨٦. ونمت حرية الفكر، ولكنها ظلت محصورة في الدوائر الخاصة. أما الماسون الأحرار الذين رسخت أقدامهم في النمسا فقد نظموا في فيينا (١٧٨١) محفلاً أنظم إليه الكثير من المواطنين البارزين، وقد حماه الإمبراطور نفسه (رغم ربوبيته المفهومة ضمناً). قال أحد أعضائه "كان هدف الجماعة إعمال حرية الضمير والفكر التي احتضنتها الحكومة هذا الاحتضان الموفق، ومكافحة الخرافة والتعصب في … طوائف الرهبان التي هي أهم سند لهذه الشرور (٦٧) , وتكاثرت المحافل الماسونية حتى بلغت ثمانية في فيينا وحدها، وأصبح من مجاراة العصر أن ينتمي شخص إليها، وارتدى الجنسان الشعارات الماسونية، وألف موتسارت الموسيقى للحفلات الماسونية. وبمضي الوقت اشتبه يوزف في اشتعال هذه المحافل بالتآمر السياسي. ففي ١٧٨٥ أمر بأن تندمج محافل فيينا في محفلين فقط، ولم يسمح بأكثر من محفل واحد في عاصمة إقليمية.

وعين يوزف لجنة لتراجع قوانين الرقابة على المطبوعات. وفي ١٧٨٢ نشر النتائج التي انتهت إليها في مدونة جديدة. فخطرت الكتب التي دأبت على مهاجمة المسيحية أو المحتومة على "عبارات لا أخلاقية وبذاءات قذرة"، ولكن حظرت أيضاً الكتب "المحتومة على أخبار المعجزات والأشباح والرؤى الخرافية وما إلى ذلك مما قد يقضي بعامة الناس إلى الإيمان بالخزعبلات ويثير الاشمئزاز في نفوس الدارسين" (٦٨). وسمح بالمطبوعات المحتومة على انتقادات أو هجائيات ساخرة حتى لو هاجمت الإمبراطور، شريطة أن تحمل اسم المؤلف الحقيقي، وأن تخضع لقانون القذف. وأبيح للدارسين أن يقرءوا في المكتبات الكتب المدرجة في فهرس الكتب التي حرمتها الكنيسة