والعذاب على نفسي مراراً وتكراراً حتى أصبحت التجربة في نظري أمراً غير ذي بال". (٢٨) وقد لاحظ أحد أساتذته أن "الهرجوته كان يسلك بأسلوب جعل الناس ينظرون إليهم نظرتهم إلى دعي كاذب من أدعياء العلم، وخصم مسعور لكل تعليم ديني. والرأي الذي أجمع عليه الكل تقريباً أن في رأسه برجاً ناقصاً" (٢٩).
وعملت التجارب الجديدة الكثيرة على تأجيج ناره. فقد التقى بهردر مرات خلال إقامته في ستراسبورج. وكان هردر الذي يكبره بخمس سنوات، هو الطرف المسيطر في هذه اللقاءات؛ وقد وصف جوته نفسه، في نوبة تواضع عارضة، بأنه "كوكب" يدور حول شمس هردر. وأزعجته نزعة هردر الدكتاتورية، ولكنه حفزه إلى قراءة الأغاني الشعبية القديمة، وكتاب مكفرسن "أوسيان" ومسرحيات شكسبير (في ترجمة فيلاند). ولكنه قرأ أيضاً فولتير وروسو وديديرو ثم درس مقررات في الكيمياء والتشريح والولادة، فضلاً عن مواصلة دراسة القانون … ثم أنه واصل دراسته للنساء.
ذلك أنه شعر بفتنتهن بكل ما في الشاعر من حساسية مرهفة، وكل ما في الشاب من توهج كهربي. وبعد هذه الحقبة بسبعة وأربعين عاماً أخبر إكرمان بأنه يعتقد أن للأشخاص تأثيراً مغنطيسياً غامضاً على غيرهم، وأكثره عن طريق تباين الجنس (٣٠). فكانت تحركه خطرات الفتيات الخفيفة الرشيقة، وموسيقى أصواتهن وضحكهن، ولون أثوابهن وحفيفها؛ وكان يحسد الزهرة التي كن أحياناً يزين بها مشدهن أو شعرهن على التصاقها بهن. وكانت الواحدة تلو الأخرى من هذه المخلوقات السحرية تستنفر دمه، وتكبر في خياله، وتحرك قلمه. لقد أحب من قبل جرتشن وآنيت، وعما قليل سيكون هناك وللي وشارلوته، ثم منا وأولريكه. أما الآن، في زيزنهايم (قرب ستراسبورج). فكانت افتنهن قاطبة- فردريكه بريون.
كانت الابنة الصغرى (تسعة عشر ربيعاً في ١٧٧١) لراعي كنيسة