كان وسيما بشكل ملحوظ، ويتحلى بدماثة وفضائل قلما يتحلى بها شاب وضيع الأصل (ليس له شجرة نسب). وكان بحكم ميراثه الاجتماعي يقف إلى جانب الأرستقراطية ضد البورجوازية (محدثي النعمة) لكن جيرمين جذبته إلى أفكارها وجعلته من أنصار الملكية الدستورية التي يمكن في ظلالها للطبقة التي تمتلك أن تشارك النبلاء والملك في الحكم. وإذا كان لنا أن نصدقها فإن ناربون:
"غير قدره من أجلي، وتخلى عن ارتباطاته ووقف حياته لي. باختصار … لقد أقنعني أنه سيعتبر نفسه سعيدا بامتلاكه قلبي، وأنه إذا لم يجد لذلك سبيلا فقد لا يستطيع البقاء على قيد الحياة".
وفي ٤ سبتمبر سنة ١٧٩٠ استقال نيكر، لعدم رضا النبلاء المحيطين بالملك عن سياسته، واتجه هو وزوجته ليعيشا حياة هادئة في قصره في كوبت Coppet، ولحقت بهما جيرمين في أكتوبر لكنها سرعان ما سئمت الهدوء في سويسرا، وأسرعت عائدة لما أسمته - بالمقارنة - باسم شارع دو باك du Bac اللذيذ، فهناك كان صالونها تتردد فيه أصوات لافاييت وكوندورسيه وبريسو Brissot وبارنيف Barnave وتاليران وناربون، وصوتها. ولم تكن راضية عن اكتفائها بالمناقشات الألمعية، فقد كانت تتطلع للقيام بدور سياسي. وأطلقت العنان لأحلامها بتحويل فرنسا من الكاثوليكية إلى البروتستانتية وكانت تأمل من خلال عش النبلاء الذي بنته أن تنهي الثورة بملكية دستورية تحقق فرنسا في ظلها السلام. وبمساعدة لافاييت Lafayette وبارنيف ضمنت تعيين ناربون وزيرا للحرب (٦ ديسمبر ١٧٩١). وقد أيدت ماري أنطوانيت هذا التعيين مكرهة، فقد علقت قائلة:
"يا للمجد الذي حازته مدام دي ستيل" يا لسعادتها أن يكون الجيش كله تحت تصرفها!! ".
لقد اشتط ناربون Narbonne كثيرا، ففي ٢٤ فبرا ير قدم للويس السادس عشر مذكرة يشير عليه فيها أن يولي ظهره للأرستقراطية، وأن يعطي ثقته ودعمه لبورجوازية الملاك التي تأخذ على عاتقها المحافظة على القانون والنظام والملكية المقيدة، وقد اعترض بقية الوزراء غاضبين،