القصصية، والمقالة والخطبة، والسيرة، والتاريخ، والمسرحية وهي أهمها جميعاً، كل ما لدينا من هذا يوناني وكل مسمياته تقريباً مأخوذة عن اليونانية. والألفاظ والإنجليزية التي تُطلق على المسرحيات الحديثة وأشكالها- المأساة والمسلاة، والمسرحية الصامتة المضحكة التي تُستَخدم فيها الإشارات Pantomime، Comedy، Tragedy يونانية. نعم إن المأساة الإنجليزية في عصر اليصابات فذة في نوعها، ولكن المسلاة المضحكة التي كانت تمثل في ذلك العصر قد انتقلت إليه من مناندر، وفليمون بوساطة يلوتس، وترنس؛ وبن جنس، ومليير، لم يكد يتبدل فيها شيء. وإن المآسي اليونانية نفسها لمن أثمن ما خلفه اليونان من تراثهم القيم.
وما من شيء في بلاد اليونان يبدو لنا غريباً عنا أكثر من موسيقاها؛ ومع هذا فإن الموسيقى الحديثة كانت (إلى أن عاد بها الموسيقيون إلى أفريقية وبلاد الشرق) مستقاة من ترانيم العصور الوسطى ورقصها، وهذه الترانيم وهذا الرقص يرجع بعضها إلى أصل يوناني. والأناشيد الدينية، والتمثيليات الغنائية مدينة بعض الدين إلى الرقص الغنائي الجماعي اليوناني وإلى المسرحيات اليونانية؛ ومبلغ علمنا أن اليونان من فيثاغورس إلى أرستكسنوس Aristoxenus كانوا أول من وضعوا وشرحوا نظريات الموسيقى. وديننا لليوناني في الرسم أقل اليون، ولكن في وسعنا أن نتتبع تسلسل المظلات تسلسلاً غير منقطع من يولجنوتس إلى رسوم الجدران التي تستلفت الأنظار في هذه الأيام عن طريق الإسكندرية وبمبي، وجيتو Giotto وميكل أنجلو. ولا تزال أشكال النحت الحديث وقواعده الفنية يونانية، لأن العبقرية اليونانية لم تطبع شيئاً بطابعها وتستبد به كما طبعت فن النحت واستبدت بهِ. وقد بلغ من قوه هذا الاستبداد أننا لم نبدأ نتحرر من الافتتان بفن العمارة اليونانية إلا في هذه الأيام. وليس في أوربا ولا في أمريكا مدينة تخلو من صرح تجاري أو مالي قد أخذ شكله أو أخذت واجهته ذات العمد من معابد الآلهة اليونانية. ولسنا ننكر أننا لا نجد في الفن