في عام ١٣٢٢ قد اتخذت لنفسها حق خلع أي مدير لها لا ترضى عنه دون أن تأخذ في ذلك رأي أسقف لنكولن رئيسها الرسمي الأعلى، وكانت في عام ١٣٦٧ قد نبذت كل ما كان للأساقفة من إشراف عليها. وأيد نصف كليات الجامعة حق ويكلف في أن يجهر برأيه على الأقل وأبى مدير الجامعة أن يطيع الأساقفة، وأنكر كل حق حبر من الأحبار على الجامعة في المسائل الخاصة بالعقائد، ولكنه أوصى ويكلف في الوقت نفسه بأن يبقى إلى حين في عزلة متواضعاً، غير أنه قلما يوجد بين المصلحين من يستطيع الصمت، ظهر ويكلف في شهر مارس من عام ١٣٧٨ أمام مجلس الأساقفة في لامث ليدافع عن آرائهِ. ولما أوشك النقاش أن يبدأ تلقى كبير الأساقفة رسالة من والدة الملك إدوارد الثاني تستنكر فيه أي قرار نهائي بإدانة ويكلف، وبينما كانت إجراءات المحاكمة تجري في مجراها شق جمهور من الأهلين طريقه من الشارع إلى قاعة الاجتماع، وأعلن أن الشعب الإنجليزي لا يسمح بقيام أية محكمة للتفتيش في إنجلترا. وخضع الأساقفة لرأي الشعب المتفق مع رأي الحكومة وتأجل اتخاذ قرار وعاد ويكلف مرة أخرى إلى داره دون أن يصيبه أذى، بل إنه في الحق عاد ظافراً منتصراً. وتوفي جوريجوري الحادي عشر في السابع والعشرين من شهر مارس وحدث الانشقاق البابوي الذي قسم البابوية وأضعف سلطان الكنيسة بوجه عام. وعاد ويكلف إلى الهجوم، وأخذ يصدر المنشور تلو المنشور، وكان الكثير منها باللغة الإنجليزية، وكلها تزيد في مخالفته للكنيسة وثورته عليها.
والصورة التي يصور لنا بها تلك السنين هي صورة الرجل الذي أبهظ الجدل كاهله، وجعله كبير السن متزمتاً في آرائه الدينية. ولم يكن بالرجل المتصوف، بل كان إنساناً محارباً ومنظماً، ولعله قد ذهب بمنطقه إلى أبعد حدود التطرف، وأخذ وقتئذ يطلق العنان للقدح والطعن بلا حساب، يطعن على الإخوان الرهبان بسبب دعوتهم إلى التمسك بالتقى، في حين أنهم