للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يجمعون المال ويكدسونه، وكان يرى أن بعض الأديرة إن هي إلا مأوى للصوص، وعششاً للأفاعي، وبيوتاً للأحياء من الشياطين"، وعارض النظرية القائلة بأن فضائل القديسين يمكن أن يستعان بها على إنقاذ الأرواح من المطهر، وقال إن المسيح والقديسين لم يأتوا إلى الناس بشيء من صكوك الغفران، "إن الأحبار يخدعون الناس بصكوك الغفران الزائفة أو وثائق المغفرة. وينهبون بذلك أموالهم لعنة الله عليهم .. وما أشد حماقة من يبتاعون هذه الصكوك بهذه الأثمان الغالية؟ وإذا كلن في مقدور البابا أن ينتزع الأرواح من المطهر، فلم لم ينتزعها منه على الفور عملاً بروح الإحسان المسيحية؟ وذهب ويكلف إلى أبعد من هذا في عنفه فقال إن "كثيرين من رجال الدين يدنسون أعراض الزوجات، والعذارى، والأرامل، والراهبات، بكل ضروب الفسق والفجور"، وطالب بأن يحاكم رجال الدين على جرائمهم أمام المحاكم المدنية غير الدينية، وهاجم الكهنة الذين يتملقون الأغنياء، ويزدرون الفقراء، والذين لا يترددون في أن يغفروا ذنوب الأثرياء، ولكنهم يحرمون الفقراء المدقعين من حظيرة الدين لأنهم لا يؤدون العشور للكنيسة، والذين يقضون أوقاتهم في صيد الحيوان والطير ولعب الميسر، ويقصون على الناس أنباء المعجزات الكاذبة. أما أحبار إنجلترا فقد اتهموا بأنهم "ينتزعون من الفقراء أرزاقهم، ولكنهم لا يقاومون الظلم" وبأنهم "يقدرون البنس العطن أكثر مما يقدرون دم المسيح الثمين". ولا يصلون إلا تظاهراً وادعاء ويأخذون الأجر عن كل صلاة دينية يقومون بها ويحيون حياة الترف، فيمتطون الجياد الثمينة، ذات السروج المصنوعة من الفضة والذهب"، وهم نهابون … خبثاء، ثعالب ماكرة، … وذئاب ناهشة .. نهمون شرهون .. شياطين .. قردة". وهو بهذه الأقوال يستبق لوثر في لغته "والاتجار بالمقدسات منتشر في جميع أقسام الكنيسة .. وأكثر ما ينتجه هذا الاتجار من الضرر اتجار كنيسة روما لأنه أوسع ضروب الاتجار انتشاراً، تحت ستار ادعاء من القداسة، ولأنه يحرم