بلادنا من الرجال والمال أكثر مما يحرمها غيره". وأن ما هو قائم بين الباباوات "في انقسامهم" من تنازع شائن، تبادلهم الحرمان من حظيرة الدين، واقتتالهم على السلطان اقتتالا يجللهم العار" يجب أن يدفع الناس إلى ألا يؤمنوا بالباباوات إلا بقدر ما يتبع هؤلاء تعاليم المسيح"، إن مقام البابا والقسيس في مقام اللورد بل قل في مقام الملك"، في الشؤون الروحية، ولكنه إذا ما جمع لنفسه الأملاك الدنيوية، أو السلطة السياسية، أصبح غير خليق بمنصبه، إن المسيح لم يكن له مكان يريح فيه رأسه أما هذا البابا فيقول عنه الناس إنه يمتلك الإمبراطورية … وكان المسيح وديعاً … أما البابا فيجلس على عرشه، ويجعل الأعيان يقبلون قدميه". ثم يشير ويكلف إشارة رقيقة فيقول أن البابا هو عدو المسيح الذي تنبأت به الرسالة الأولى من رسائل الرسول يوحنا، وأنه الوحش الوارد ذكره في سفر الرؤيا، والذي ينبئ بعودة المسيح.
ويقول ويكلف أن هذه المشكلة لا تحل إلا بتجريد الكنيسة من كل الأملاك والسلطات المادية، ويقول أن المسيح وحوارييه قد عاشوا فقراء وأن من واجب القسيسين أن يعيشوا هم أيضاً فقراء، أما الرهبان والإخوان فيجب أن يعودوا إلى ما كانت عليهم قوانين طوائفهم، فيبتعدوا عن كل ملك وترف. والقساوسة "يجب أن يبتهجوا حين تنتزع منهم كل أسباب السيادة الزمنية"، ويجب أن يقنعوا بالطعام والكساء، وأن يعيشوا على الصدقات التي يقدمها الناس إليهم طائعين مختارين. وإذا لم يتخلَ رجال الدين عن ثروتهم ويعودوا باختيارهم إلى الفقر الذي أمرتهم به الشريعة المسيحية، وجب أن تتدخل الدولة فتصادر أملاكهم "ألا يصلح السادة والملوك من شأن رجال الدين، ويرغموا القساوسة على الاستمساك بالفقر الذي أمرهم به المسيح". ومن واجب الملك حين يفعل هذا ألا يخشى ما يصبه عليه البابا من اللعنات، لأن "اللعنة الصادرة من الآدمي أياً كان