كتاب قصة الحضارة

من روبرت بروس إلى جون نوكس - ٤ - جماعة أتباع يسوع المسيح - ج: 25 - ص: 217

والجماهير، كانت ولا تزال السبب الوحيد لتمردنا على خضوعنا التقليدي، الذي نعد بإخلاص أمام الله أن نقدمه لمولاتنا (ماري ملكة الإسكوتلنديين) ولزوجها ولعظمتكم، بشرط أن تنعم ضمائرنا بالطمأنينة والحرية اللتين اشتراهما لنا بدمه يسوع المسيح … رعايا عظمتكم الخاضعون لكم في جميع الأمور التي لا تغضب الرب - جماعة المصلين المخلصين ليسوع المسيح في إسكوتلندة (٤٥) ".

وفي الوقت نفسه بعثت جماعة المصلين نداء إلى النبلاء بتأييد الثورة وخطاباً مفتوحاً حذروا فيه "جيل المناهضين للمسيح والأساقفة المؤذين كالوباء ورهبانهم … إذا مضيتم في قسوتكم الحاقدة فإنكم سوف تعاملون، أينما يقبض عليكم كقتلة وأعداء للرب صراحة. ولن يبرم معكم عقد صلح قط إلا إذا انقطعتم عن عبادتكم الصريحة للأوثان واضطهادكم القاسي لأبناء الرب (٤٦) ".

ودخلت الوصية ماري مدينة برث بقدر ما استطاعت أن تحشد من كتائب الجند، ولكن أنصار جماعة المصلين تجمعوا صفاً مسلحاً، وأدركت ماري أنها لن تستطيع أن تتغلب عليهم، فوقعت معهم هدنة (٢٩ مايو سنة ١٥٥٩) وانسحب نوكس إلى سانت أندروز، ولم يعبأ بنواهي كبير الأساقفة، فوعظ في كنيسة الأبرشية ضد عبادة الأوثان (١١ - ١٤ يونيه). وتأثر مستمعوه بحرارة عباراته فأزالوا كل أثر ينم عن عبادة الأوثان، عن كنائس المدينة وأحرقوا هذه التماثيل أمام عيني رجال الدين الكاثوليك (٤٧). وهرب كبير الأساقفة إلى برث، ولكن قوات جماعة المصلين ادعت أن ماري قد خرقت نصوص الهدنة باستخدام الأموال الفرنسية في دفع رواتب جنودها الإسكوتلنديين، وهاجمت القلعة، واستولت عليها (٢٥ يونيه). وفي الثامن والعشرين نهبت دير سكون وأحرقته.

وإذا جاز لنا أن نصدق أحياناً ما يقوله نوكس المعروف برحابة خياله فإن "ربة بيت" فقيرة طاعنة في السن قالت وهي ترى ألسنة اللهب المتصاعدة: