للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ -) أمره أَن يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر:

إِن الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر سلطة اجتماعية أَو رقابة اجتماعية، وَأَن الْقيام بِهَذَا الْوَاجِب هُوَ الدرْع الواقي للمجتمع، يصونه ويحفظه من التفكك والانهيار وَإِلَّا دبت فِيهِ الفوضى واعتراه الْعَبَث والاضمحلال.

وَقد نبه الْإِسْلَام إِلَى الْخطر الَّذِي يحل بالأمة عِنْدَمَا تقصر أَو تهمل فِي أَدَاء هَذَا الْوَاجِب فالأحاديث فِي ذَلِك كَثِيرَة وَلَا يُمكن سردها فِي هَذَا الْبَحْث وأكتفي بقوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: "يَا أَيهَا النَّاس إِن الله عز وَجل يَقُول: مروا بِالْمَعْرُوفِ وانهوا عَن الْمُنكر من قبل أَن تَدعُونِي فَلَا أُجِيبكُم، وتسألوني فَلَا أُعْطِيكُم، وتستنصروني فَلَا أَنْصُركُمْ" ١.

وَبِنَاء على ذَلِك يكون منابذة أهل الْفساد ومحاصرتهم مطلب ضَرُورِيّ لحفظ الْمُجْتَمع الْمُسلم وسلامته من الْآفَات والأمراض والمعاصي الَّتِي تفتك بالأمة، وتقضي على وحدتها، وَتصل بهَا فِي النِّهَايَة إِلَى الدمار والهلاك.

٣ -) أمره بِالصبرِ على مشاق الدعْوَة إِلَى الله:

ويعد هَذَا من أشرف وأرقى أَنْوَاع الصَّبْر، لما يتَعَرَّض لَهُ الدَّاعِي من متاعب وآلام، فَمَا على الداعية إِلَى الله إِلَّا أَن يعتصم بِالصبرِ ويتسلح بِالْيَقِينِ لِأَنَّهُ من عزائم الْأُمُور، كَمَا أوضح ذَلِك لُقْمَان لِابْنِهِ قَالَ تَعَالَى حِكَايَة عَن لُقْمَان وَهُوَ يعظ ابْنه: {إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} ٢.

وَمِمَّا يحث الدعاة على الصَّبْر وَتحمل مشاق الدعْوَة، مَا ينتظره الصَّابِرُونَ من حسن الْجَزَاء، وَالْيَقِين بِأَن نصر الله قريب، قَالَ تَعَالَى: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ٣.


١ - أَحْمد بن حَنْبَل: مُسْند الإِمَام أَحْمد ٦/١٥٩.
٢ - سُورَة لُقْمَان: آيَة (١٧) .
٣ - سُورَة النَّحْل: آيَة (٩٦) .

<<  <   >  >>