الكافرون [فلما سلم، قال اليزيدي: قارئ أهل الكوفة يرتج عليه في] قل يا أيها الكافرون [! فحضرت صلاة الجهر، فتقدم اليزيدي فصلى فأرتج عليه في سورة الحمد، فلما سلم قال:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى ... إن البلاء موكل بالمنطق.
وعن أبي محمد بن حمدان, قال: كان رجل يغتاب الكسائي, ويتكلم فيه, فكتبت فيه أنهاه, فما كان ينزجر, فجاءني بعد أيام, فقال لي: رأيت الكسائي في النوم أبيض الوجه, فقلت له: ما فعل الله تعالى بك يا أبا الحسن! قال: غفر لي بالقرآن, إلا أني رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فقال لي: أنت الكسائي! قلت: نعم يا رسول الله, قال: اقرأ, قلت: فما أقرأ يا رسول الله؟ قال:] والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا إن إلهكم لواحد [, وضرب بيده كتفي, وقال: لأباهين بك الملائكة غدا.
وحكى الدوري قال: كان أبو يوسف يقع في الكسائي, ويقول: أي شىء يحسن! إنما يحسن شيئا من كلام العرب, فبلغ ذلك الكسائي فالتقيا عند الرشيد - وكان الرشيد يعظم الكسائي لتأديبه إياه - فقال: لأبي يوسف: [يا يعقوب] ، أيش تقول في رجل قال لامرأته: أنت طالق طالق طالق؟ قال: واحدة، قال: فإن قال لها: أنت طالق أو طالق أو طالق؟ قال: واحدة، [قال] : فإن قال لها: أنت طالق ثم طالق ثم طالق؟ قال: واحدة، قال: فإن