للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عدم انتظام الأمور في خلافة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وكرم وجهه، فهي والله أعلم ما علمه الله تعالى من أنه سيفرط في حبه قوم حتى يعتقدوا فيه الألوهية، كما وقع ذلك من طوائف هم موجودون إلى الآن كطائفة النصيرية فإنهم يعتقدون ألوهيته. وقد ابتدأ هذا الأمر في مدة خلافته رضي الله عنه، فلما علم بذلك استحضر الذين بلغه ذلك عنهم واستتابهم فمن لم يتب منهم أحرقه بالنار، فقالوا: الآن زدنا اعتقادا بألوهيتك إذ لا يحرق بالنار إلا رب النار. وقوم أفرطوا في محبته بأنواع شتى ونسبوا له من أوصاف الكمال ما هو مختص بالنبيين أو برب العالمين سبحانه وتعالى، حتى قال بعض شعراء متأخريهم وهو ابن معتوق:

سيد الأوصياء مولى البرايا ... عروة الدين صفوة الخلاق

مهبط الوحي معدن العلم والأف ... ضال لا بل مقدر الأرزاق

عالم الغيب والشهادة لا يع ... زب عنه حساب ذر دقاق

مع أن هذه الأبيات يمكن تأويلها، ولكن ظاهرها يوهم دعوى الألوهية فيه رضي الله عنه.

فلما علم الله أنه سيكون في حقه رضي

<<  <   >  >>