للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله عليه وسلم -. وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة الدالة على كثرة فضلها وتكريم النبي - صلى الله عليه وسلم - لها وشدة محبته إياها، فمن أرادها فليراجعها.

وأما مناقبها في ذاتها، فهي الصديقة الكبرى بنت الصديق الأكبر، وهي أعلم النساء على الإطلاق، لم يسمع بأمرأة من جميع الأمم جمعت من العلم النافع الديني ونشرته في الأمة مثلها. فإنها كانت في غاية الذكاء والعقل والحرص على اكتساب العلم منه - صلى الله عليه وسلم - وتبليغه لأمته. ولازمته عليه الصلاة والسلام مدة طويلة، فحفظت عنه من العلم الغزير ما لم يحفظه غيرها، واطلعت من أحكام الشريعة ورقائقها على ما لم يطلع عليه غيرها. وكانت صاحبة فهم ثاقب ومذهب صائب. ولذلك ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء" تصغير الحمراء. وقد روت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من ألفي حديث انتفعت بها الأمة نفعا عظيما في الأحكام الشرعية، واستنبط منها الأئمة المجتهدون ما لا يحصى من المسائل الدينية ولا سيما ما يتعلق بالنساء من الأحكام التي لا يطلع عليها الرجال حتى يرووها عنه

<<  <   >  >>