للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بناء على ما قرءوه في التواريخ الكاذبة إنما حارب عليا لأغراضه النفسية وشهواته الدنيوية. فنحن نسلم لهم ذلك جدلا ونقول: هو بشر وليس بمعصوم، ولكن هذا المقدار لا يكفره، وإنما يجعله عاصيا {والله غفور رحيم} وله حسنات كثيرة عظيمة في خدمة الدين وصحبة سيد المرسلين وجهاده معه - صلى الله عليه وسلم -، وفي مدة خلفائه الراشدين ومرابطته ومجاهدته في بلاد الشام أيام أبي بكر وعمر وعثمان، ثم بعد أن تم الأمر له اشتغل بالغزو والجهاد وفتح كثيرا من البلاد حتى وصلت جيوشه القسطنطينية. أترى أن الله تعالى مع كرمه وعدله ينسى له كل هذه الحسنات لأجل خطئه في محاربة علي. وقد قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (١) وقال - صلى الله عليه وسلم - «أتبع السيئة الحسنة تمحها» فيلزم كل مسلم أن ينصف ويعتقد أن معاوية أساء غاية الإساءة بمحاربة علي وأنه أحسن كل الإحسان بالإيمان بالله ورسوله وصحبته والجهاد معه ومع خلفائه الراشدين وحينما أفضى إليه الأمر بحق أو بباطل، فإنه ولو كان مبطلا في


(١) هود: ١١٤

<<  <   >  >>