للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سواء كان من أهل السنة أو كان من الشيعة. ولا هادي إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

اعلم أيها المسلم المؤمن المصدق بوحدة الله تعالى ورسالة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - سواء كنت من أهل السنة أو من الشيعة أن مقصدنا معاشر المسلمين ومحط نظرنا شيء واحد، وهو هذا الإيمان بالله ورسوله وطاعتهما وكل ما يقرب العبد إلى رضاهما. والمقصود الأصلي هو رضا الله تعالى، وأما رضا الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو تابع لرضا الله تعالى، فكل ما يرضي الله يرضيه وكل ما يسخطه تعالى يسخطه - صلى الله عليه وسلم -. وكذلك الحق سبحانه وتعالى يرضى لرضا رسوله ويغضب لغضبه. فرضاهما وسخطهما متلازمان. ولذلك ورد في القرآن كثيرا ذكر الرسول مع الله تعالى كقوله: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (١) {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} (٢) و {آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} (٣) وغير ذلك كثير. وإن كان الأصل هو الله تعالى وطاعته والتابع هو الرسول وطاعته فإن الحق سبحانه وتعالى هو المقصود بالذات، وإنما خلق الخلق عز وجل ليعرفوه ويعبدوه وأرسل الرسل وسيدهم محمدا - صلى الله


(١) النساء: ٨٠
(٢) التوبة: ٦٢
(٣) الحديد: ٧

<<  <   >  >>