للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعظيما لجانب الحق سبحانه وتعالى، كما هو الواقع أن أحدا لا يغني عنده سبحانه وتعالى شيئا إلا برضاه، فإنه الحاكم المطلق جل وعلا، وليس لأحد معه شرك في ملكه، وقد قال عز وجل: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} (١) وهو سبحانه وتعالى من فضله يأذن للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالشفاعة في أقربائه وغيرهم، وهو - صلى الله عليه وسلم - أكرم الخلق على الإطلاق، فلا يترك أقرباءه يوم القيامة من دون أن يشفع فيهم شفاعة مخصوصة. كيف وهو قد أعطي الشفاعة في سائر الناس؛ أفيشفع في الأبعدين ويترك أقرباءه المؤمنين؟ هذا مما لا يكون ولا يتصوره عاقل.

ولكن حرضهم - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «لا أغني عنكم من الله شيئا» على كثرة الطاعات لله تعالى، لئلا يتكلوا على هذه النسبة الشريفة التي لا أشرف منها والقرابة المنيفة التي لا أعلى منها فيعتمدون عليها ويقصرون في عبادة الله تعالى. وهذا من شدة شفقته - صلى الله عليه وسلم - على أهل بيته ومحبته لهم ولعلمه عليه الصلاة والسلام أن مجرد هذه القرابة الشريفة بلا أعمال صالحة لا تبلغهم أعلى المنازل في الجنة وتقدمهم


(١) البقرة: ٢٥٥

<<  <   >  >>